Browse Results

Showing 1 through 25 of 100,000 results

كليلة و دمنة

by مجهول

قال علي بن الشاه الفارسي: كان السبب الذي من أجله وضع بيدبا الفيلسوف لدبشليم ملك الهند كتاب "كليلة ودمنة" أن الإسكندر ذا القرنين الرومي لمَّا فرغ من أمر الملوك الذين كانوا بناحية المغرب سار يريد ملوك المشرق من الفرس وغيرهم. فلم يزل يحارب مَنْ نازعه ويواقع مَنْ واقعه ويسالم مَنْ وادعه من ملوك الفرس وهم الطبقة الأولى حتى ظهر عليهم وقهر مَنْ ناواه، وتغلَّب على مَنْ حاربه فتفرَّقوا طرائق وتمزَّقوا حزائق؛ فتوجه بالجنود نحو بلاد الصين فبدأ في طريقه بملك الهند ليدعوه إلى طاعته والدخول في ملته وولايته. وكان على الهند في ذلك الزَّمان ملك ذو سطوة وبأس وقوة ومراس يقال له فور؛ فلمَّا بلغه إقبال ذي القرنين نحوه تأهب لمحاربته واستعدَّ لمجاذبته وضمَّ إليه أطرافه وجدَّ في التألب عليه وجمع له العدَّة في أسرع مدَّة، من الفيلة المعدَّة للحروب والسباع المضراة بالوثوب، مع الخيول المسرجة، والسيوف القواطع، والحراب اللوامع. فلمَّا قرب ذو القرنين من فور الهندي وبلغه ما قد أعدَّ له من الخيل التي كأنها قطع الليل، مما لم يلقه بمثله أحد من الملوك الذين كانوا في الأقاليم، تخوَّف ذو القرنين من تقصير يقع به إن عجَّل المبارزة. وكان ذو القرنين رجلاً ذا حيل ومكايد مع حسن تدبير وتجربة؛ فرأى إعمال الحيلة والتمهُّل، واحتفر خندقًا على عسكره وأقام بمكانه لاستنباط الحيلة والتدبير لأمره وكيف ينبغي له أن يقدم على الإيقاع به، فاستدعى المنجمين وأمرهم بالاختيار ليوم موافق تكون له فيه سعادة لمحاربة ملك الهند والنصرة عليه؛ فاشتغلوا بذلك. وكان ذو القرنين لا يمرُّ بمدينة إلاَّ أخذ الصُنَّاع المشهورين من صُنَّاعها بالحذق من كل صنف؛ فنتجت له همته ودلته فطنته أن يتقدَّم إلى الصناع الذين معه أن يصنعوا خيلاً من نحاس مجوفة عليها تماثيل من الرجال على بكر تجري، إذا دفعت مرَّت سراعًا، وأمر إذا فرغوا منها أن تُحْشَى أجوافها بالنفط والكبريت وتلبس وتقدَّم أمام الصف في القلب، ووقف ما يلتقي الجمعان تضرب فيها النيران، فإن الفيلة إذا لفت خراطيمها على الفرسان وهي حامية ولَّت هاربة، وأوعز إلى الصناع بالتشمير والانكماش والفراغ منها؛ فجدُّوا في ذلك وعجَّلوا وقرب أيضًا وقت اختيار المنجمين؛ فأعاد ذو القرنين رسله إلى فور بما يدعوه إليه من طاعته والإذعان لدولته؛ فأجاب جواب مُصرٍّعلى مخالفته مقيم على محاربته. فلمَّا رأى ذو القرنين عزيمته سار إليه بأهبته وقدَّم فور الفيلة أمامه، ودفعت الرجال تلك الخيل وتماثيل الفرسان، فأقبلت الفيلة نحوها ولفت خراطيمها عليها، فلمَّا أحسَّت بالحرارة ألقت مَنْ كان عليها وداستهم تحت أرجلها ومضت مهزومة هاربة لا تلوي على شيء ولا تمرُّ بأحد إلاَّ وطئته. وتقطع فور وجمعه وتبعهم أصحاب الإسكندر وأثخنوا فيهم الجراح، وصاح الإسكندر: يا ملك الهند ابرز إلينا وأبق على عدتك وعيالك ولا تحملهم على الفناء. فإنه ليس من المروءة أن يرمي الملك بعدته في المهالك المتلفة والمواضع المجحفة، بل يقيهم بماله ويدفع عنهم بنفسه. فابرز إلي ودع الجند فأينا قهر صاحبه فهو الأسعد. فلمَّا سمع فور من ذي القرنين ذلك الكلام دعته نفسه إلى ملاقاته؛ طمعًا فيه، وظن ذلك فرصة، فبرز إليه الإسكندر فتجاولا على ظهري فرسيهما ساعات من النهار ليس يلقى أحدهما من صاحبه فرصة ولم يزالا يتعاركان. فلمَّا أعيا الإسكندر أمره ولم يجد فرصة ولا حيلة أوقع ذو القرنين في عسكره صيحة عظيمة ارتجت لها الأرض والعساكر؛ فالتفت فور عندما سمع الزعقة وظنَّها مكيدة في عسكره، فعاجله ذو القرنين بضربة أمالته عن سرجه أتبعها بأخرى فوقع إلى الأرض. فلمَّا رأت الهنود ما نزل بهم وما صار إليه ملكهم حملواعلى الإسكندر فقاتلوه قتالاً أحبوا معه الموت، فوعدهم من نفسه الإحسان ومنحه الله أكتافهم فاستولى على بلادهم وملَّك عليهم رجلاً من ثقاته وأقام بالهند حتى استوسق  له ما أرد من أمرهم واتفاق كلمتهم، ثم انصرف عن الهند وخلَّف ذلك الرجل عليهم ومضى متوجهًا نحو ما قصد له.  

عنترة بن شداد الجزءالثاني

by مجهول

وكان بسطام قويًّا قلبه، وأراد أن يطلق رأس الجواد، فما مكنه عنتر بن شداد، بل أدركه وزعق فيه وطعنه بعقب الرمح فألقاه على وجه الأرض، وقال لأخيه شيبوب: شد كتافه حتى ننظر ما يجري بيننا وبين القادمين، فنظر نجاد إلى هذا الحال، فقال لمن معه: يا ويلكم، خذا هذا الأسود ابن ملكنا بسطام وشداه في الاعتقال، وإني أقول إنه ما قدر عليه إلا من خوفه من هذه الفرقة العبسية التي لحقت بصاحبها، حتى تعينه على هذه القضية، كما لحقنا نحن صاحبنا فدونكم وإياهم، فارفعوهم على أسنة الرماح وأنا أمزق جسد هذا الأسود، وأطلق لمولانا السراح لأني أقول: إن هذا الفارس هو عنتر، الذي قد سار بسطام ليأتي برأسه، ثم إنه حمل يطلب عنتر في خمسين فارسا، وحملت بقية الثلاثمائة فارس على عمارة ورفقته مثل السود القناعس، وقد قلوا في أعينهم وداروا بهم وتفرقوا كراديس ومواكب، فعند ذلك لزم بنو عبس القتال خوفًا من المهالك، فانظر أيها السامع إلى هذه الأشياء التي تحير العقول، فإن عمارة قد أتى يقاتل عنتر فصار معينا له بغير علمه واختياره، واحتاج أن يقاتل معه، ويخلص نفسه فزعا من العطب، ولو أمكنه الهروب من ذلك لهرب، ولكن ما قدر على ذلك لأن الأعداء قد أحدقت بهم من سائر الجهات والممالك، فقاتل وبذل المجهود وتزاعقت عليهم الفرسان مثل الأسود، وتواثبت الشجعان مثل الفهود، واقشعرت الجلود، وقدحت حوافر الخيل النار في الجلمود، وخيم الغبار على رأسهم حتى بقي مثل الرواقي الممدود، وفاضت الدموع على الخدود، وقدت الصوارم الهامات والقدود، وخفقت الرايات والبنود، وتلهجت في الأحشاء نار الحقود، وعادت وجوه الأبطال سود، من كثرة الغبار الممدود، ومما جرى عليها من نقض المواثيق والعهود، وشربت الأودية من أدمية الفرسان والكبود، وخسرت بنو زياد في ذلك اليوم المشهود، ورأت مقام عنتر في ذلك الوقت محمود، وأيقن عمارة أنه هالك من بين أهله ومفقود، وكاد أن يموت من الحسد، وعاد متنغصا مكمود، ثم إنه افتقد أصحابه فوجدهم قد فقد منهم خمسون فارسا، والباقون أشرفوا على الهلاك، فعندها قال عمارة: النجاة، ثم إنه لوى عنان جواده وولى هاربا، فتبعه عروة ومن بقي من رجاله، وهم لا يصدقون بالنجاة.

سيرة الظاهر بيبرس المجلد الثاني

by مجهول

(قال الراوي) فقال الملك سامحك الله بما فعلت من ذلك ولكن لا بد من التحقيق بينكما وما يكون الرأي في ذلك الركبة فقال يا مولاي اعلم أن الأعجام واثقين مني ولكن أنت رجعت إلى العرض وأنا رجعت إليهم وأقبل الليل بالاعتكار أرسل إلى أخواتي الفداوية وأنا أكون معاونًا لهم على كبس الركبة ونهب الأعادي فقال الملك هذا هو الصواب والأمر الذي لا يعاب ثم رجع إلى مكانه بعد أن تودع السلطان منه وعاد بيبرس وقد اجتمع برشيد الدولة وأعاد عليه سرًا بينه وبينه ففرح رشيد بذلك الخبر وتهلل وجهه واستبشر ثم أخذه ودخل على القان هلاون وقال له اعلم أن بيبرس العجمي قد تحارب مع قان عرب وكان مراده أسره فلم أمكنه ذلك ولكن لا بد أن يأسره غدًا إن شاءت النار فقال اللمين قوم بلاه ثم إنهم صبروا إلى الليل وقد نامت الأعاجم وهم آمنين من حوادث الزمان وما خبئ لهم عند مدبر الأكوان حتى توسط الليل فبينما هم في ألذ ما يكون من المنام وإذا بالصياح قد أخذهم من سائر الأقطار ووقع فيهم القتل السيف البتار فلا أحد قدر أن يثور من مكانه حتى طارت رأسه عن أبدانه وربما كان الرجل منهم إذا أخذ سلاحه قتل به أخاه وأعدمه الحياة ومنهم من كان متجرد بغير حسام وصارت المجوس شنيارها معكوس وجيشها مكبوس وعمل فيهم السيف والدبوس ولمعت السيوف في غياهب الملموس وزهقت النفوس وجرى الدما من الرجال مثل ذبح النيوس وعاد صباحهم معكوس وعمل فيهم البتار وقد اشتعلت نار الحرب إشعال وتحندل الأفيال وجرى الدما وسال فلا كنت تسمع للسيوف إلا الرنين ولا للمجاريح إلا الأنين وأخذهم السيف من الشمال واليمين وضاق عليهم البر الفسيح وتعاووا مثل عي الذبيح وضاق الخناق وشربوا من الموت أمر مذاق ووقف الحرب على قدم وساق وتعلقت الفرسان الفرسان والشجعان وطارت الرؤوس من الأبدان وزهقت النفوس من شدة الولهان وشيب الشجاع المصان وولى الجبان المهان وصار الدم ينزل والسيف يعمل ونار الحرب يشعل وكانت هذه الواقعة لا يعرف لها أول من آخر (يا سادة) وكان السبب في ذلك سبب عجيب وهو أنه لما رجع الملك من الميدان أخبر الوزير بما دار بينه وبين بيبرس من الكلام.

عنترة بن شداد الجزء الأول

by مجهول

وكان بسطام قويًّا قلبه، وأراد أن يطلق رأس الجواد، فما مكنه عنتر بن شداد، بل أدركه وزعق فيه وطعنه بعقب الرمح فألقاه على وجه الأرض، وقال لأخيه شيبوب: شد كتافه حتى ننظر ما يجري بيننا وبين القادمين، فنظر نجاد إلى هذا الحال، فقال لمن معه: يا ويلكم، خذا هذا الأسود ابن ملكنا بسطام وشداه في الاعتقال، وإني أقول إنه ما قدر عليه إلا من خوفه من هذه الفرقة العبسية التي لحقت بصاحبها، حتى تعينه على هذه القضية، كما لحقنا نحن صاحبنا فدونكم وإياهم، فارفعوهم على أسنة الرماح وأنا أمزق جسد هذا الأسود، وأطلق لمولانا السراح لأني أقول: إن هذا الفارس هو عنتر، الذي قد سار بسطام ليأتي برأسه، ثم إنه حمل يطلب عنتر في خمسين فارسا، وحملت بقية الثلاثمائة فارس على عمارة ورفقته مثل السود القناعس، وقد قلوا في أعينهم وداروا بهم وتفرقوا كراديس ومواكب، فعند ذلك لزم بنو عبس القتال خوفًا من المهالك، فانظر أيها السامع إلى هذه الأشياء التي تحير العقول، فإن عمارة قد أتى يقاتل عنتر فصار معينا له بغير علمه واختياره، واحتاج أن يقاتل معه، ويخلص نفسه فزعا من العطب، ولو أمكنه الهروب من ذلك لهرب، ولكن ما قدر على ذلك لأن الأعداء قد أحدقت بهم من سائر الجهات والممالك، فقاتل وبذل المجهود وتزاعقت عليهم الفرسان مثل الأسود، وتواثبت الشجعان مثل الفهود، واقشعرت الجلود، وقدحت حوافر الخيل النار في الجلمود، وخيم الغبار على رأسهم حتى بقي مثل الرواقي الممدود، وفاضت الدموع على الخدود، وقدت الصوارم الهامات والقدود، وخفقت الرايات والبنود، وتلهجت في الأحشاء نار الحقود، وعادت وجوه الأبطال سود، من كثرة الغبار الممدود، ومما جرى عليها من نقض المواثيق والعهود، وشربت الأودية من أدمية الفرسان والكبود، وخسرت بنو زياد في ذلك اليوم المشهود، ورأت مقام عنتر في ذلك الوقت محمود، وأيقن عمارة أنه هالك من بين أهله ومفقود، وكاد أن يموت من الحسد، وعاد متنغصا مكمود، ثم إنه افتقد أصحابه فوجدهم قد فقد منهم خمسون فارسا، والباقون أشرفوا على الهلاك، فعندها قال عمارة: النجاة، ثم إنه لوى عنان جواده وولى هاربا، فتبعه عروة ومن بقي من رجاله، وهم لا يصدقون بالنجاة.

Classic After-Dinner Sports Tales

by

Following on from the hugely successful Best After-Dinner Sports Tales, yet more rousing stories from the after-dinner speaking circuit, from some of the biggest names in sport as well as celebrities from the world of entertainment.

Combifuncties: Samenwerken als gewoonte in zorgorganisaties

by

De zorg heeft te maken met een fundamenteel personeelstekort. Een uitdaging waar Combifuncties een bewezen oplossing voor biedt.  Maak gebruik van de kracht van combifuncties voor meer motivatie en werkplezier!In een combifunctie bekleedt een medewerker twee verschillende functies in twee teams, afdelingen of zelfs organisaties. Bijvoorbeeld een leidinggevende die ook patiëntenzorg verleent of een verpleegkundige die ook kwaliteitsmedewerker is.In dit boek laat Jeroen Hendrikse zien hoe je krachtige zorgorganisaties krijgt waarin zowel de patiënt als de medewerker zich gehoord, gezien en gesteund voelt. Hij biedt handvatten om aan de slag te gaan en geeft veel voorbeelden uit de zorgpraktijk.---“De aankomende jaren zal het blijven borgen van toegankelijke zorg onze grootste opgave zijn. Jeroen Hendrikse diept in zijn nieuwe boek een belangrijke oplossing uit: de synergie van combifuncties.”Prof. dr. Maurice van den Bosch, interventieradioloog; voorzitter raad van bestuur, Onze Lieve Vrouwe Gasthuis (OLVG); voorzitter, Santeon ---“Dit boek komt precies op tijd! We staan immers op een kruispunt in de zorg. Jeroen Hendrikse brengt vanuit zijn ervaring in de zorg en het leidinggevende kader een verhelderend en inspirerend perspectief op combifuncties. Niet alleen meeslepend en beeldend, maar ook praktisch ingestoken met een goed ontwikkeld stappenplan.”Prof. dr. Jim van Os, hoogleraar psychiatrie; voorzitter Divisie Hersenen, UMC Utrecht---“Combifuncties maken voor veel professionals de zorg weer de leukste plek om te werken.”Prof. dr. Marieke Schuurmans, hoogleraar verplegingswetenschap; Chief Healthcare Organization, Nederlandse Zorgautoriteit (NZa)

The Devious Book for Cats: Cats Have Nine Lives. Shouldn’t They Be Lived To The Fullest?

by

Cats once were proud, shrewd, independent animals who lived life on our own terms. But then came a life of domestication, comfort and free health care. And now cats are in danger of losing our sense of adventure completely. Fluffy and Bonkers say it's time to fight back and regain control of your rightful place as ruler of the roost once again.

Finding a Forever Home: True Tales from Channel 4's The Dog House

by

'The TV series of the decade stars a bunch of rescue dogs' Caitlin MoranSometimes it's love at first sight. Sometimes it takes a while. But the staff at Woodgreen are always there to look after their canine guests until they find the right permanent home. From big to small and pedigree to the scruffiest pooch, no effort is spared to find each and every one a new family who will give them the love they deserve.Rehoming a dog is a big commitment, but also a privilege and a huge joy when the right match is made. Finding a Forever Home introduces Rocky, a gentle giant of a Newfoundland who helped a young boy recover his appetite for food and for life; feisty wee Westie Norman who made a bereaved mother and her autistic son a complete family again, and Pebbles who helped former Paralympian David - on a downward spiral after appendicitis forced him to pull out of the 2012 London Games - and enabled him to calm down, lighten up and to finally find joy in life with his new canine friend. These are just some of the heart-warming and inspiring stories of once-lost dogs, their new families and their journeys beyond The Dog House.Praise for The Dog House series 2: 'This was a charming series when it first appeared a couple of years ago, and it has only grown more lovely' Guardian 'An hour spent watching families meet their new pets cannot fail to lift the mood.' Daily Mail 'The most heartwarming show on TV' Daily Telegraph

A Fucked Up Life in Books

by

The most fucked up memoir you’ll ever read.

Language Acts and Worldmaking: How and Why the Languages We Use Shape Our World and Our Lives

by

Collectively authored by the Language Acts and Worldmaking team, this defining volume offers reflective narratives on research, theory and practice over the course of the flagship project of the same name, funded by the Arts and Humanities Research Council's Open World Research Initiative. It returns to the project's key principles - that our words make worlds and we are agents in worldmaking - analyses the practices and outcomes of collaborative working, and looks to the future by offering concrete ideas for how the work they have done can now continue to do its work in the world.Focusing on the key research strands, this volume looks at the role of the language teacher as a mediator between languages and cultures, worldmaking in modern languages, translation and the imagination, languages and hospitality, digital mediations, and how words change and make worlds. Critically, it analyses the impact on communities of living in multilingual cities, and the ways in which learning a first language, and then a second, and so on, plays a crucial role in our ability to understand our culture in relation to others and to appreciate the ways in which they are intertwined.Specific aims are to: · propose new ways of bridging the gaps between those who teach and research languages and those who learn and use them in everyday contexts from the professional to the personal · put research into the hands of wider audiences · share a philosophy, policy and practice of language teaching and learning which turns research into action · provide the research, experience and data to enable informed debates on current issues and attitudes in language learning, teaching and research · share knowledge across and within all levels and experiences of language learning and teaching · showcase exciting new work that derives from different types of community activity and is of practical relevance to its audiences · disseminate new research in languages that engages with diverse communities of language practitioners.

My Pen is the Wing of a Bird: New Fiction by Afghan Women

by

"Powerful, profound and deeply moving, new fiction by Afghan women writers will expand your mind and elevate your heart" ELIF SHAFAK"Written in simple, direct prose and offers vivid snapshots of a country beset by war and violence . . . It seems more important than ever to read the work of these courageous writers" Financial Times"My pen is the wing of a bird; it will tell you those thoughts we are not allowed to think, those dreams we are not allowed to dream"A woman's fortitude saves her village from disaster. A teenager explores their identity in a moment of quiet. A petition writer reflects on his life as a dog lies nursing her puppies. A tormented girl tries to find love through a horrific act. A headmaster makes his way to work, treading the fine line between life and death."A precious collection of work, the first and maybe the last of its kind. My Pen Is the Wing of a Bird is a huge accomplishment" MONIQUE ROFFEY, author of The Mermaid of Black ConchMy Pen Is the Wing of a Bird is a landmark collection: the first anthology of short fiction by Afghan women. Eighteen writers tell stories that are both unique and universal - stories of family, work, childhood, friendship, war, gender identity and cultural traditions."This book reminds us that everyone has a story. Stories matter; so too the storytellers. Afghan women writers, informed and inspired by their own personal experiences, are best placed to bring us these powerful insights into the lives of Afghans and, most of all, the lives of women. Women's lives, in their own words - they matter." Lyse Doucet in her IntroductionThis collection introduces extraordinary voices from the country's two main linguistic groups (Pashto and Dari) with original, vital and unexpected stories to tell, developed over two years through UNTOLD's Write Afghanistan project. My Pen Is the Wing of a Bird comes at a pivotal moment in Afghanistan's history, when these voices must be heard.With an Introduction by BBC Chief International Correspondent Lyse Doucet and an Afterword by Lucy HannahABOUT UNTOLD UNTOLD is a writer development programme for marginalised writers in areas of conflict and post-conflict. Afghanistan has millions of Pashto and Dari speakers with little or no local support for creative writing, literary translation, or literary editing. Support for writers has been hampered by cultural norms, free expression issues, chronic instability, and internal displacement. UNTOLD has been working one-to-one with women on their short stories, with English-speaking literary editors and translators working with the writers to realise the potential of their stories for publication both locally and globally in translation.

The Oxford Handbook of Transformations of the State (Oxford Handbooks)

by  

This Handbook offers a comprehensive treatment of transformations of the state, from its origins in different parts of the world and different time periods to its transformations since World War II in the advanced industrial countries, the post-Communist world, and the Global South. Leading experts in their fields, from Europe and North America, discuss conceptualizations and theories of the state and the transformations of the state in its engagement with a changing international environment as well as with changing domestic economic, social, and political challenges. The Handbook covers different types of states in the Global South (from failed to predatory, rentier and developmental), in different kinds of advanced industrial political economies (corporatist, statist, liberal, import substitution industrialization), and in various post-Communist countries (Russia, China, successor states to the USSR, and Eastern Europe). It also addresses crucial challenges in different areas of state intervention, from security to financial regulation, migration, welfare states, democratization and quality of democracy, ethno-nationalism, and human development. The volume makes a compelling case that far from losing its relevance in the face of globalization, the state remains a key actor in all areas of social and economic life, changing its areas of intervention, its modes of operation, and its structures in adaption to new international and domestic challenges.

Pratinidhi Kahaniyan-Amarkant

by अमरकांत

अमरकांत की कहानियों में मध्यवर्ग, विशेषकर निम्न-मध्यवर्ग के जीवनानुभवों और जिजीविषाओं का बेहद प्रभावशाली और अन्तरंग चित्रण मिलता है ! अक्सर सपाट-से नजर आनेवाले कथ्यों में भी वे अपने जिवंत मानवीय संस्पर्श के कारण अनोखी आभा पैदा कर देते हैं ! सहज-सरल रूपबंधवाली ये कहानियां जिंदगी की जटिलताओं को जिस तरह समेटे रहती हैं, कभी-कभी उससे चकित रह जाना पड़ता है ! लेकिन यह अमरकांत की ख़ास शैली है ! अमरकांत के व्यक्तित्व की तरह उनकी भाषा में भी एक ख़ास किस्म की फक्कड़ता है ! लोक-जीवन के मुहावरों और देशज शब्दों के प्रयोग से उनकी भाषा में माटी का सहज स्पर्श तथा ऐसी सोंधी गंध रच-बस जाती है जो पाठकों को किसी छदम उदात्तता से परे, बहुत ही निजी लोक में, ले जाती है ! उनमे छिपे हुए व्यंग्य से सामान्य स्थितियाँ भी बेहद अर्थव्यंजक हो उठती हैं ! अमरकांत के विभिन्न कहानी-संग्रहों में चरित्रों का विशाल फलक ‘जिन्दगी और जोंक’से लेकर ‘मित्र मिलन’ तक फैला हुआ है ! उन्ही संग्रहों की लगभग सब चर्चित कहानियां एक जगह एकत्र होने के कारण इस संकलन की उपादेयता निश्चित रूप से काफी बढ़ गई है !

Unicorn Academy: Sophia’s Invitation

by

الفوائد

by ابن القيم

أساس كل خير أن تعلم أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فتتيقن حينئذ أن الحسنات من نعمه فتشكره عليها‏.‏ وتتضرع إليه ألا يقطعان عنك، وأن السيئات من خذلانه وعقوبته، فنبتهل إليه أن يحول بينك وبينها، ولا يكلك في فعل الحسنات وترك السيئات إلى نفسك‏.‏ وقد أجمع العارفون على أن كل خير فأصله بتوفيق الله للعبد‏.‏ وكل شر فأصله خذلانه لعبده‏.‏ وأجمعوا أن التوفيق ألا يكلك الله نفسك وأن الخذلان هو أن يخلي بينك وبين نفسك‏.‏ فإذا كان كل خير فأصله التوفيق وهو بيد العبد فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجئ والرغبة والرهبة إليه، فمتى أعطي العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له، ومتى أضله عن المفتاح بقي باب الخير مُرْتَجًا دونه‏.‏ قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب‏:‏ إني لا أحمل هم الإجابة ولكن هم الدعاء فإن الإجابة معه‏.‏ وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانه وإعانته، فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدرهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم، والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك، فالله سبحانه أحكم الحاكمين وأعلم العالمين، يضع التوفيق في مواضعه اللائقة به والخذلان في مواضعه اللائقة به، وهو العليم الحكيم‏.‏ وما أتي من أتي إلا من قِبَل إضاعة الشكر وإهمال الافتقار والدعاء، ولا ظفر من ظفر بمشيئة الله وعونه إلا بقيامه بالشكر وصدق الافتقار والدعاء‏.‏ وملاك ذلك الصبر فإنه من الإيمان بمنزله الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس فلا بقاء لجسد‏.‏ ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله‏.‏ خلقت النار لإذابة القلوب القاسية‏.‏ أبعد القلوب من الله القلب القاسي‏.‏ إذا قسا القلب قحطت العين‏.‏ قسوة القلب من أربعة أشياء إذا جاوزت قدر الحاجة‏:‏ الأكل والنوم والكلام والمخاطبة‏.‏ كما أن البدن إذا مرض لم ينفع فيه الطعام والشراب‏.‏ فكذلك القلب إذا مرض بالشهوات لم تنجح فيه المواعظ‏.‏ من أراد صفاء قلبه فليؤثر الله على شهوته‏.‏ القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله بقدر تعلقها بها‏.‏ القلوب آنية الله في أرضه، فأحبها إليه أرقها وأصلبها وأصفاها‏.‏ شغلوا قلوبهم بالدنيا، ولو شغلوها بالله والدار الآخرة لجالت في معاني كلامه وآياته المشهودة ورجعت إلى أصحابها بغرائب الحكم وظرف الفوائد‏.‏ إذا غذي القلب بالتذكر وسقي بالتفكر ونقي من الدغل،‏ رأى العجائب وألهم الحكمة‏.‏ ليس كل من تحلى بالمعرفة والحكمة وانتحلها كان من أهلها، بل أهل المعرفة والحكمة الذين أحيوا قلوبهم بقتل الهوى‏.‏ وأما من قتل قلبه فأحيا الهوى، فالمعرفة والحكمة عارية على لسانه‏.‏ خراب القلب من الأمن والغفلة، وعمارته من الخشية والذكر‏.‏ إذا زهدت القلوب في موائد الدنيا قعدت على موائد الآخرة بين أهل تلك الدعوة، وإذا رضيت بموائد الدنيا فاتتها تلك الموائد‏.‏ الشوق إلى الله ولقائه نسيم يهب على القلب يروح عنه وهج الدنيا‏.‏ من وطن قلبه عند ربه سكن واستراح، ومن أرسله في الناس اضطرب واشتد به القلق‏.‏ لا تدخل محبة الله في قلب فيه حب الدنيا إلا كما يدخل الجمل في سم الإبرة‏.‏ إذا أحب الله عبدا اصطنعه لنفسه واجتباه لمحبته واستخلصه لعبادته فشغل همته بخدمته‏.‏  

الرسالة

by الإمام الشافعي

قال الشافعي‏:‏ فقال لي قائل‏:‏ ما العِلْمُ‏؟‏ وما يَجِبُ على الناس في العلم‏؟‏ فقلت له‏:‏ العلم عِلْمان‏:‏ علمُ عامَّةٍ، لا يَسَعُ بالِغاً غيرَ مغلوب على عقْلِه جَهْلُهُ‏.‏ قال‏:‏ ومِثْل ماذا‏؟‏ قلت‏:‏ مثلُ الصَّلَوَاتِ الخمس، وأن لله على الناس صومَ شهْر رمضانَ، وحجَّ البيت إذا استطاعوه، وزكاةً في أموالهم، وأنه حرَّمَ عليهم الزِّنا والقتْل والسَّرِقة والخمْر، وما كان في معنى هذا، مِمَّا كُلِّفَ العِبادُ أنْ يَعْقِلوه ويعْملوه ويُعْطُوه مِن أنفسهم وأموالهم، وأن يَكُفُّوا عنه ما حرَّمَ عليهم منه‏.‏ وهذا الصِّنْف كلُّه مِن العلم موجود نَصًّا في كتاب الله، وموْجوداً عامًّا عنْد أهلِ الإسلام، ينقله عَوَامُّهم عن مَن مضى من عوامِّهم، يَحْكونه عن رسول الله، ولا يتنازعون في حكايته ولا وجوبه عليهم‏.‏ وهذا العلم العام الذي لا يمكن فيه الغلط مِن الخبر، ولا التأويلُ، ولا يجوز فيه التنازعُ‏.‏ قال‏:‏ فما الوجه الثاني‏؟‏ قلت له‏:‏ ما يَنُوبُ العِباد مِن فُروع الفرائض، وما يُخَصُّ به مِن الأحكام وغيرها، مما ليس فيه نصُّ كتاب، ولا في أكثره نصُّ سنَّة، وإن كانت في شيء منه سنةٌ فإنما هي مِن أخْبار الخاصَّة، لا أخبارِ العامَّة، وما كان منه يحتمل التأويل ويُسْتَدْرَكُ قِياسًا‏.‏ قال‏:‏ فيَعْدُو هذا أن يكون واجِبًا وجوبَ العلم قبله‏؟‏ أوْ مَوْضوعاً عن الناس عِلْمُه، حتَّى يكونَ مَنْ عَلِمَهُ مُنْتَفِلاً، ومَنْ تَرَكَ علْمَه غيرَ آثِمٍ بِتركه، أو مِنْ وَجْهٍ ثالثٍ، فتُوجِدُنَاهُ خَبَرًا أو قياسا‏؟‏ فقلت له‏:‏ بلْ هو مِن وجه ثالثٍ‏.‏ قال‏:‏ فصِفْهُ واذْكر الحجَّةَ فيه، ما يَلْزَمُ منه، ومَنْ يَلْزَمُ، وعنْ مَنْ يَسْقُطُ‏؟‏ فقلت له‏:‏ هذه درجةٌ مِن العلم ليس تَبْلُغُها العامَّةُ، ولم يُكَلَّفْهَا كلُّ الخاصَّة، ومَن احتمل بلوغَها مِن الخاصة فلا يَسَعُهُمْ كلَّهم كافةً أنْ يُعَطِّلُوهَا، وإذا قام بها مِن خاصَّتِهم مَنْ فيه الكفايةُ لم يَحْرَجْ غيرُه ممن تَرَكَها، إن شاء الله، والفضْل فيها لمن قام بها على مَنْ عَطَّلَهَا‏.‏ فقال‏:‏ فأوْجِدْنِي هذا خبراً أو شيئاً في معناه، ليكون هذا قياساً عليه‏؟‏ فقلتُ له‏:‏ فَرَضَ اللهُ الجِهادَ في كتابه وعلى لسانِ نبِّيه، ثم أكَّدَ النَّفِير مِن الجهاد، فقال‏:‏ ‏}إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالقُرَآن، وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ، وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{‏ التوبة‏:‏111  

عنترة

by أحمد شوقى

  نالت هذه المسرحية شهرة عربية وعالمية، وتم تنفيذها سينيمائيًا ومسرحيًا، كما تم تقريرها في المناهج الدراسية على طلبة المدارس والجامعات، وكذلك على مسارح الجامعات والمعاهد العليا وقصور الثقافة وغيرها.....  في منتصف القرن الأول قبل الهجرة تقريبًا.. ببادية نجد  .. وتحديدًا في مضارب أو أحياء يني عبس وبني عامر وما بينهم.  تقع أحداث هذه المسرحية الشعرية التي تحكي قصةً من أشهر قصص الحب في التاريخ العربي، وهي قصة  فارس بني عبس ومحبوبته وابنة عمه عبلة.. وتتخذ من الأسماء العربية الشهيرة شخصياتها: (عنترة)  فارس بني عبس، أسود لأمه، (عبلة) محبوبة عنترة وابنة عمه، (مالك)  أبو عبلة، (زهير) أخو عبلة، (عمرو) أخو عبلة، (صخر) سري من سراة عامر يحب عبلة ويتردد على حيها ويخطبها، (ضرغام) فارس شاب من فرسان عبس يحب عبلة ويخطبها كذلك، (ناجية) فتاة من عبس تحب صخرًا، ( شدّاد) أبو عنترة، (داحس) رفيق عنترة، والعبدان (مارد غضبان)، ( رستم ) قائد الفرس، (سعاد) خادمة عبلة. إضافة إلى شخصيات أخرى: رجال وخدم وفتيات من عبس وعامر، راقصات ومغنيات وزامرون، ولصوص... إلخ.  وفي هذا النص الروائي تلعب الدراما دورًا كبيرًا في إبراز الصراع بين القوى البشرية المتفاوتة على مدى22 مشهدًا هي زمن الفصل الأول و14 مشهدًا هي زمن الفصل الثاني وحوالي 18 مشهدًا هي زمن الفصلين الثالث والرابع... كما يلعب الديكور والملابس دورًا هامًا في إعطاء الإحساس بالجو العام لزمن الرواية، ونقل الحالة الشعورية التي هي لسان حال الشخصيات، فنلاحظ الإصرار على وجود النخيل والخيام وخباء النساء والرمال والكثبان والربوة العالية على خشبة المسرح.. وكذلك أصوات الطبيعة الخلابة من حفيف الشجر والنخيل وأصوات القصاع والسيوف ونباح الكلاب، ومجالس الأنس والقهوة العربية، والغناء باللغة العربية الفصحى التي هي لغة أرض نجد والحجاز موقع الأحداث.

العقيدة الواسطية

by ابن تيمية

هذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة، أهل السنة والجماعة، وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره. ـ ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل ، بل يؤمنون بأن الله سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يلحدون في أسماء الله وآياته ، ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه لأنه سبحانه لا سميّ له، ولا كُفُوَ له، ولا نِدَّ له ، ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى فإنه أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلا وأحسن حديثا من خلقه. ـ ثم رسله صادقون مصدوقون، بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون، ولهذا قال: {سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين} فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل ، وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب. ـ وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمىَّ به نفسه بين النفي والإثبات، فلا عدول لأهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون. فإنه الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. ـ وقد دخل في هذه الجملة ما وصف به نفسه في سورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن حيث يقول: {قل هو الله أحد ، الله الصمد، لم يلد ، ولم يولد ، ولم يولد ، يكن له كفواً أحد} وما وصف به نفسه في أعظم آية في كتابه، حيث يقول: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم، له ما في السماوات وما في الأرض، من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء، وسع كرسِيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما - أي لا يَكْرِثه ولا يُثْقِلُه - وهو العلي العظيم} ولهذا كان من قرأ هذه الآية في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح .

أسواق الذهب

by أحمد شوقى

قلْ لا أعرِف الرِّقّ، وتقيَّد بالواجب وتقيَّد بالحقّ؛ الحرية وما هِيَه؟ "الحُمَيراءُ"  الغالية، فِتنةُ القرون الخالية، وطَلِبةُ النفوسِ العالية؛ غِذاءُ الطّبائع، ومادّةُ الشرائع، وأُمُّ الوسائل والذَّرائع؛ بنتُ العلم إذا عمّ، والخلق إذا تمّ، وربيبة الصبر الجميل والعمل الجمّ؛ الجهلُ يئدُها، والصغائرُ تُفسدُها، والفُرْقةُ تُبعدُها؛ تكبيرةُ الوجود، في أُذُن المولود؛ وتحية الدُّنيا له إذا وصل، وصيْحة الحياة به إذا نَصَل؛ هاتِفٌ منَ السماءِ يقولُ له: يا ابنَ آدم؛ حَسْبُكَ من الأسماءِ عبدُ الله وسيّدُ العالَم، وهي القابلة التي تستقبله، ثم تسرُّهُ وتُسَرْبلُه، وهي المهدُ والتميمَة، والمُرضعُ الكريمة، المنجبة كـ "حليمة". ألبانُها حياة، وأحضانُها جنَّات. وأنفاسُها طيِّبات. العزيزُ من وُلدَ بين سَحْرِها ونَحْرها، وتعلق بصدرِها، ولعِبَ على كَتِفها وحِجرها، وترعرعَ بين خِدرها وسِترها.. ضجيعةُ موسى في التابوت، وَجاوَرَتْه في دار الطاغوت، والعصا التي توكأ عليها، والنَّارُ التي عشَا إليها، جبلّةُ المَسيح، السِّيدِ السَّميح، وإنجيلُه، الذي حاربُه جيلُه، وسَبيلُه، الذي جانَبَهُ قَبيلُه، طِينةُ محمدٍ عن نفسِه، عن قومِه، عن أمسِه، عن يومه، أنسابٌ عالية، وأحسابٌ زاكية، وملوكٌ بادية، لم يَدنهم طاغية، وهي رُوحُ بيانِه، ومُنحدَر السُّوَر على لسانِه، الحرِّية، عقدُ الملك، وعهدُ المَلْك، وسًكان الفُلْك، يدُ القلم، على الأمم، ومِنحة الفكر، ونفحة الشعر وقصيدة الدهر، لا يُستَعْظَمُ فيها قرْبان، ولو كان الخليفة عثمان بن عفان، جنينٌ يحمَلُ به في أيام المحْنَة، وتحتَ أفياء الفتنة، وحينَ البغي سيرة السَّامَّة ، والعدوان وتيرة العامَّة، وعندَما تناهى غفلة السواد، وتفاقم عَبث القوَّاد، وبين الدَّم المطلول، والسيف المسلول، والنظم المحلول، وكذلك كان الرُّسلُ يولدون عندَ عموم الجهالة، ويُبعثون حين طمُوم الضلالة؛ فإذا كَملَتْ مدَّتُه. وطلَعتْ غُرَّتهُ، وسطعَتْ أُسِرَّتُه، وصحَّتْ في المهد إمرتُه، بدّلت الحالَ غيرَ الحال، وجاءَ رجالٌ بعدَ الرِّجَال؛ دينٌ ينفسحُ للصادقِ والمنافق، وسوقٌ يتَّسع للكاسِد والنَّافق، مولودٌ حمْلُهُ قرُون، ووضعُهُ سِنُون، وحَداثتُه أشغالٌ وشئون، وأهوالٌ وشجون، فرحِمَ الله كلَّ من وطَّأ ومهَّد، وهيَّأ وتعهَّد، ثم استشهدَ قبلَ أن يشهَد. إذا أحرزت الأُممُ الحرِّيَّة أتت السيادةُ من نفسِها، وسعت الإمارةُ على رأسِها، وبُنِيَت الحضارةُ من أُسِّها؛ فهي الآمرُ الوازع، القليلُ المُنازِع، النبيلُ المشاربِ والمَنَازع؛ الذي لا يتخذ شِيعة، ولا صنيعة، ولا يَزْدهي بخديعة؛ خازنٌ ساهر، وحاسبٌ ماهر؛ دانقُ الجماعة بذمةٍ منهُ وأمان، ودِرْهَمُهم في حِرْزهِ دِرْهَمَان. "فيا ليلى" ماذا مِن أترَاب، وارَيْتِ التراب؟ وأخدان، أسلمتِ للديدان؟ عُمَّالٌ للحق عُمَّار، كانوا الشُّموسَ والأقمار، فأصبحوا على أفواه الرُّكَّاب والسُّمار؛ وأين قيسُك المعولِ؟ ومجنونُك الأوَّل؟ حائطُ الحقُّ الأطوَل، وفارسُ الحقيقةِ الأجوَل؛ أين مصطفى؟ زينُ الشباب، ورَيْحان الأحباب. وأوَّلُ من دَفع الباب، وأبرزَ النَّاب، وزأرَ دون الغاب؟...  

أميرة الأندلس

by أحمد شوقى

            "الملك نشوان ومعه مضحكه مقلاص يدنو من زورق على الوادي الكبير فيثب فيه ويقول" الملك       :         انظر يا مقلاص إلى هذا الزورق ما ألطفه، صدق القول: كل صغير لطيف. مقلاص    :         إلا وظيفتي في قصرك فإنها لا لطيفة ولا شريفة، وإن هذا الزورق قد ينقلب فيأخذ شكل النعش، ولن يكون النعشُ لطيفًا أبدًا. الملك       :         هبه انقلب يا مقلاص فصار نعشًا، أليس النعشُ مركبَ كل حي وإن طالتْ سلامته! مقلاص    :         أما أنا فيعفيني الملك. الملك       :         لا يا مقلاص لا أعفيك، ولا أحسبك تدعني أسير في لجة النهر وحدي وأنا كما تراني نشوان. مقلاص    :         وإن كان ولابد أيها الملك فإني أقترح.. الملك       :         وما تقترح؟ مقلاص    :         أن أكون أنا المجدِّفَ وحدي. الملك       :         ولماذا؟ مقلاص    :         الأمر بيِّن! التيار مجنون، والسكر مجنون، وأنت سلطان وكل سلطان مجنون. وهذا الزورق خشبة لا عقل لها فهو أيضًا مجنون؛ وإني أربأ بحياتي أيها الملك أن أجمع عليها مجانين أربعة. الملك       :         (مستضحكًا) لا يكون إلا ما اقترحتَ يا مقلاص، تعال اركب وجدف وحدك واترك لي أنا الدفة. مقلاص    :         أما هذا فنعم. وإني أرجو أن تكون دفة هذا المركب الصغير أحسن مصيرًا في يديك من دفة المملكة. الملك       :         (مستضحكًا) تعال ثب؛ هات يدك. (مقلاص ينزل إلى الزورق ويأخذ المجدافين). الملك       :         انظر يا مقلاص وراءك، إني أرى قاربًا يندفع نحونا مسرعًا كأنه حوت مطارد مذعور. مقلاص    :         هو ذا قد دنا منا يا مولاي، فأحسن مسك الدفة واجتنب الصدمة، وأنا أزوده عنا بمجدافي هذا وأضربه ضربة تقذف به إلى الشاطئ الآخر من النهر. الملك       :         إياك أن تفعل بل ائسره، فلابد لنا أن نؤدب هذا الشاب المغرور، فإني أرى الملاح فتى كريم الهيئة فهو لاشك من أبناء أعيان أشبيلية. (يصطدم الزورقان ويظهر مقلاص ارتباكًا وجبنًا، فيقبض الملك على الزورق المهاجم بيد قوية ويقول لمقلاص) الملك       :         اقذف الآن به إن استطعت إلى الشاطئ الآخر من النهر (ثم يلتفت إلى الشاب الملاح ويقول) مكانك أيها الغلام الوقاح، ما هذه الجرأة على التيار وعلى شبابك هذا الغض النضير! وما غرك بالملك حتى قربت عودك من عوده تريد أن تأخذ عليه الطريق. الملاح     :         مولاي إن الرعية يهفون، وإن الملوك يعفون، وزورقي إنما اندفع بقوة التيار القاهر فوافق مرور مركبك المحروس، فكان ما كان مما أعتذر للملك منه. الملك       :         (بصوت منخفض) ويح أُذني ماذا تسمع؟ هذا الصوت أعرفه؟ (ثم يلتفت إلى الملاح قائلاً): قد عرفت أيها الفتى من نحن، فعرفنا بنفسك. (يرفع الملاح قناعه) الملك       :         (صائحًا) بثينة! الأميرة     :         (الملاح) أجل أيها الملك ابنتك وأمتك بثينة. الملك       :         عجبًا! أأنتِ هنا بين العبب والتيار، وعلى هذا العود الذي يشفق أبوك من ركوبه، وأبوك من تعلمين أشجع العرب قلبًا؟ الأميرة     :         ولم لا تكون ابنة الملك شجاعة القلب مثله! إن الأسد لا يلد إلا اللباة. الملك       :         (يهدأ غضبه) ومن أين مجيئكِ الساعة يا بثينة؟  

حـي بن يقظـان

by ابن طفيل

فمنهم من بت الحكم وجزم القضية بأن حي بن يقظان من جملة من تكون في تلك البقعة من غير أم ولا أب ومنهم من أنكر ذلك وروى من أمره خبراً نقصه عليك فقال: انه كان بإزاء تلك الجزيرة جزيرة عظيمة متسعة الأكتاف كثيرة الفوائد عامرة بالناس يملكها رجل منهم شديد الأنفة والغيرة وكانت له أخت ذات جمال وحسن باهر فعضلها ومنعها الأزواج إذا لم يجد لها وكان له قريب يسمى يقظان فتزوجها سراً على وجه جائز في مذهبهم المشهور في زمنهم ، ثم إنها حملت منه ووضعت طفلاً ، فلما خافت أن يفتضح أمرها وينكشف سرها وضعته في تابوت أحكمت زمه بعد أن أروته من الرضاع وخرجت به في أول الليل في جملة من خدمها وثقاتها إلى ساحل البحر وقلبها يحترق صبابةً به وخوفاً عليه ثم إنها ودعته وقالت: (اللهم انك خلقت هذا الطفل ولم يكن شيئاً مذكوراً ورزقته في ظلمات الأحشاء وتكفلت به حتى تم واستوى ، وأنا قد سلمته إلى لطفك ورجوت له فضلك خوفاً من هذا الملك الغشوم الجبار العنيد ، فكن له ولا تسلمه يا أرحم الراحمين) ثم قذفت به في اليم. فصادف ذلك جري الماء بقوة المد فاحتمله من ليلته إلى ساحل الجزيرة الأخرى المتقدم ذكرها ، وكان المد يصل في ذلك الوقت إلى موضع لا يصل إليه بعد علم ، فأدخله الماء بقوته إلى أجمة ملتفة الشجر عذبة التربة مستورة عن الرياح والمطر محجوبة عن الشمس تزاور عنها إذا طلعت وتميل إذا غربت ، ثم أخذ الماء في الجزر ، وبقي التابوت في ذلك الموضع وعلت الرمال بهبوب الرياح وتراكمت بعد ذلك حتى سدت فكان المد لا ينتهي إليها وكانت مسامير التابوت قد فلقت وألواحه قد اضطربت عند رمي الماء في تلك الأجمة. فلما أشتد الجوع بذلك الطفل بكى واستغاث وعالج الحركة فوقع صوته في أذن ظبية فقدت طلاها خرج من كناسه فحمله العقاب فلما سمعت الصوت ظنته ولدها. فتتبعت الصوت وهي تتخيل طلاها حتى وصلت إلى التابوت ففحصت عنه بأظلافها وهو ينوء ويئن من داخله حتى طار عن التابوت لوح من أعلاه ، فحنت الظبية وحنت عليه ورئفت به وألقمه حلمتها وأروته لبناً سائغاً ، ومازالت تتعهده وتربيه وتدفع عنه الأذى ، هذا ما كان من ابتداء أمره عند من ينكره التولد ، ونحن نصف هنا كيف تربى وكيف أنتقل في أحواله حتى يبلغ المبلغ العظيم. وأما الذين زعموا أنه تولد من الأرض فإنهم قالوا إن بطناً من أرض تلك الجزيرة تخمرت فيه طينه على مر السنين والأعوام حتى امتزج فيها الحار بالبارد والرطب باليابس امتزاج تكافؤ وتعادل في القوى. وكانت هذه الطينة المتخمرة كبيرة جداً وكان بعضها يفضل بعضاً في اعتدال المزاج والتهيؤ وكان الوسط منها أعدل ما فيها وأتمه مشابهة بمزاج الإنسان: فتمخضت تلك الطينة وحدث فيها شبه نفاخات الغليان لشدة لزوجتها: وحدث في الوسط منها لزوجة ونفاخة صغيرة جداً منقسمة بقسمين بينها حجاب رقيق ممتلئة بجسم لطيف هوائي في غاية من الاعتدال اللائق به فتعلق به عند ذلك الروح الذي هو من أمر الله تعالى وتشبث به تشبثاً يعسر انفصاله عنه عند الحس وعند العقل إذ قد تبين أن هذا الروح دائم الفيضان من عند الله عز وجل وأنه بمنزلة نور الشمس الذي هو دائم الفيضان على العالم ، فمن الأجسام ما لا يستضيء به وهو الهواء الشفاف جداً ومنها ما يستضيء به بعض الاستضاءة وهي الأجسام الكثيفة غير الصقيلة وهذه تختلف في قبول الضياء وتختلف بحسب ذلك ألوانها ومنها ما يستضيء به غاية الاستضاءة وهي الأجسام الصقيلة كالمرآة ونحوها ، فإذا كانت هذه المرآة مقعرة على شكل مخصوص حدث فيها النار لإفراط الضياء.  

شرح تشريح القانون

by ابن النفيس

قال الشيخ الرئيس رحمة الله عليه وجملة العظام دعامة وقوام للبدن وما كان من هذه العظام إنما يحتاج إليه للدعامة فقط أو للوقاية ولا يحتاج إليه لتحريك الأعضاء فإنه خلق مصمتاً وإن كان فيه المسام والفرج التي لا بد منها‏.‏ إلى قوله‏:‏ والعظام كلها متجاورة متلاقية‏.‏ الشرح كل عضو ولا بد أن يكون في جرمه خلل ينفذ فيه الغذاء إلى عمقه وهذا الخلل إن لم يكن محسوساً سمي مساماً ويسمى ما كان خلله من العظام كذلك مصمتاً لأنه مصمت في الحس وإن كان ذلك الخلل محسوساً فإما أن يكون متفرقاً في جرم العضو كما في عظم الفك الأسفل فيسمى ما كان من العظم كذلك هشاً متخلخلاً أولا يكون متفرقاً في جرمه بل مجتمعاً في موضع واحد فيسمى ما كان من العظام كذلك مجوفاً‏.‏ وكل عظم فإما أن يكون صغيراً جداً كالأنملة بل كالعظام السمسمانية فلا يحتاج فيه إلى تجويف محسوس لأن هذا لصغره يتمكن الغذاء من النفوذ إلى قعره بسهولة لقصر المسافة أولا يكون صغيراً‏.‏ فإما أن يكون المقصود منه الحركة أو آلة الدعامة والوقاية أو مجموع الأمرين‏.‏ والحركة تحوج إلى الخفة وذلك يقتضي التجويف‏.‏ والدعامة والوقاية يحوجان إلى قوة الجرم وذلك يحوج إلى عدم التجويف وإذا اجتمع الأمران روعي كل واحد منهما وتكون أكثر العناية مصروفة إلى الأهم منها وهو الذي الحاجة إليه من ذلك العظم أشد فلذلك خلق عظم الفك الأسفل كثير التجويف متخلخلاً لتكون خفته كبيرة إذ معظم الحاجة إليه إنما هو الحركة‏.‏ وخلق العظم الوتدي مصمتاً لشدة الحاجة فيه إلى الدعامة والوقاية والوثاقة مع عدم الحاجة إلى الحركة‏.‏ وخلق كل واحد من عظمي الساق والساعد ذا تجويف واحد لاجتماع الغرضين فيه‏.‏ لأن عظم الساق مجوفاً يحتاج إلى قوة الجرم ليكون قوياً على حمل البدن ويحتاج إلى الخفة لأجل سهولة الحركة ففائدة تجويفه أن يكون أخف وفائدة توحيد التجزيف أن يبقى جرمه قوياً فتجتمع الخفة من القوة وهذا كما في القنا والقصب‏.‏ قوله‏:‏ وجعل تجويفه في الوسط واحداً ليكون جرمه غير محتاج إلى مواقف الغذاء المتفرقة‏.‏ أما أن هذا التجويف يكون في الوسط فلأمرين‏:‏ أحدهما‏:‏ أن التجويف لو مال إلى جهة لضعف جرم العظم من تلك الجهة فكان يتهيأ للانكسار منها وذلك لأن الجوانب إذا كانت كلها متساوية في القوة لم يمكن الانكسار من جهة منه أولى منن غيرها فيكون حصوله أعسر ولو كان كل واحد من الجوانب أضعف من الجانب الذي ضعف لو حده وكذلك فإن الصفارين ونحوهم يحزون الموضع الذي يريدون الانكسار منه حزاً يسيراً فينكسر المنحز من ذلك الموضع أسهل مما لو كان جرمه من كل جانب بتلك القوة وما ذلك إلا لتعيين موضع يكون أولى بالانكسار‏.‏ وثانيهما: وأما أن هذا التجويف يكون واحداً فلأنه لو كان كثيراً لضعف جرم العظم لأجل تخلخله‏.‏ وأما قوله‏:‏ ليكون جرمه غير محتاج إلى مواقف الغذاء المتفرقة منه فهو مشكل‏.‏ وذلك لأن اللازم لكون التجويف غير واحد‏.‏ وهو أن يكون كثيراً متفرقاً في جرم العظم ويلزم ذلك أن يكون جرمه ضعيفاً‏.‏ وأما أن مواقف الغذاء تكون كثيرة متفرقة فإنما يلزم لو كان التجويف صغيراً حتى لا يبقى الواحد بأن يكون كافياً في التغذي فيحتاج أن يكون كثيراً فيكون ذلك تقليلاً لفائدة خلقه ذلك التجويف عظيماً لكونه واحداً وقد ذكر الشيخ للمخ ثلاث فوائد‏.‏ إحداها: أن يغذ العظم وقد تكلمنا في ذلك فيما سلف‏.‏ وثانيتها‏:‏ أن يرطبه حتى لا يجف بالحركة حركة وإنما ذكر فائدة الترطيب ولم يذكر فائدة التغذية‏.‏ لأن فائدة التغذية معلومة‏.‏ بل هي فائدة مستقلة بنفسها فيكون السكوت عنها غير مستقبح ولا كذلك فائدة الترطيب‏.‏ فإنه قد يظن أنه ضار بالعظم وخصوصاً الذي يراد أن يكون جرمه قوياً لأن قوة العظم تتبع صلابته والترطيب يمنع الصلابة‏.‏ وثالثها‏:‏ أن يكون العظم كالمصمت مع كونه مجوفاً‏.‏ ولقائل أن يقول‏:‏ إن هذا مما لا أثر له في زيادة القوة فلا يصلح أن تكون فائدة فيها‏.‏ قوله‏:‏ والتجويف يقل إذا كانت الحاجة إلى الوقاية أكثر ويكثر إذا كانت الحاجة إلى الخفة أكثر‏.‏

السيف والنار فى السودان

by سلاطين باشا

عدنا في التمهيد الذي وضعناه لكتاب "التاريخ السري لاحتلال انجلترا مصر" لمستر ويلفرد سكاون بلنت أن نصدر من بعده كتاب "السيف والنار في السودان" لسلاطين باشا, وهذان الكتابان يعدان من المستندات التاريخية التي لابد من الإطلاع عليها لمعرفة الحوادث التي تقلبت على مصر والسودان من خمسين سنة وهي الحوادث التي ما زلنا نعاني نتائجها إلى الآن. فاليوم ها نحن نبرز كتاب "السيف والنار في السودان" وفاء بذلك الوعد ورغبة في أن تكون له الفائدة المرجوة في خدمة تاريخ مصر الحديث. وسلاطين باشا، مؤلف هذا الكتاب، هو ضابط نمساوي ولد سنة 1857م في فيينا وجاء إلى مصر سنة 1878م ودخل في خدمتها فعينه غوردون باشا حاكمًا لدارفور سنة 1884 ولكن لم يمض عليه في منصبه هذا قليل حتى اعتقلته جيوش المهدي فبقى أسيرًا يَدعي الإسلام والإيمان بالمهدوية إلى سنة 1895م وحينئذ فر إلى الجيش المصري واشترك معه في استرداد دنقلة وأم درمان. وبقى سلاطين باشا بعد ذلك موظفًا في حكومة السودان بين سنة 1900 وسنة 1914 ثم أعلنت الحرب العالمية فترك الخدمة في السودان وعاد إلى النمسا ودخل في خدمة الصليب الأحمر. ولما عقدت الهدنة سنة 1918 انتدب عضوًا في بعثة الصلح في باريس. وقد نقل هذا الكتاب إلى اللغة الإنجليزية السير ونجت باشا الذي كان حاكمًا للسودان ثم معتمدًا لانجلترا في مصر. وهذه الترجمة الإنجليزية هي التي اعتمدنا عليها في التعريب.  

عمدة الطبيب في معرفة النبات

by يحيى مراد

دراسة التراث وتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين، أمر لابدّ منه في مرحلة التحوّل التي تمر بها الأمة العربية. ذلك لأن اطلاع أبنائها على المنجزات العلمية التي حققها الأجداد في الماضي، لابدّ أن يكون باعثاً على الثقة في النفوس، وحافزاً لحث الخطى في طريق التقدم العلمي والتقني الذي نسعى لتحقيقه.‏ ومن واجب التراث علينا أن نتصدى بأنفسنا لكشف مكنوناته، ونشر روائعه، وإلقاء الضوء على مدى مساهمته في إغناء المعرفة والعلم خلال قرون عديدة، بعد أن ظل هذا العمل مقتصراً على المستشرقين الذين ينتمون إلى أمم مختلفة.‏ وفي مكتباتنا العربية العامة والخاصة كثير من المخطوطات القيّمة، والكتب النافعة التي لم تدرس حتى الآن، ولاسيّما في موضوع الطب والصيدلة وعلم النبات والتي كان لها سماتها، فأدت دوراً كبيراً في إثراء العلوم وبث روح الحياة. حيث كان يلتقي النبات والدواء في مسيرة واحدة لتأمين الغذاء النافع والدواء الناجع.‏ لقد توافرت للعرب ثروة معرفيّة ولغويّة هائلة حين انصرفوا إلى الطبيعة، كغيرهم من الأمم التي سبقتهم، فوجدوا أن الأرض تزخر بالخيرات، من شجر وعشب وبقل وتابل وغذاء، فانصرفوا إلى "علم الفلاحة" ودراسة النباتات. وألّفوا في ذلك كتباً كثيرة لها أهميتها في ميادين علوم النبات والصيدلة والطب وغيرها.‏ وكانت عنايتهم بأصناف النبات نابعة من حاجتهم إلى الغذاء والدواء معاً. وإلى التطيب بالعطور، وصناعة الصباغة والدباغة، وتركيب المواد الصيدلانية من جذور وقشور وثمار وبذور وأعشاب نباتات مختلفة.‏ وهكذا أصبحت المعاجم العربية، والمؤلفات العلمية، غنية بكم وافر من الأسماء والمصطلحات النباتية، وضمَّت معارف العرب المسلمين القدماء في علمي الطب والنبات. فكانت مصدراً لمن ألف وكتب في المفردات النباتية والغذائية والدوائية. وهي كثيرة العدد نذكر منها: "كتاب النبات" لأبي حنيفة الدينوري(1) ت 282هـ-895م)، وكان من أكثر المعاجم جمعاً للمادة، وأعظمها أثراً في معاجم النبات التي ألفت فيما بعد.‏

ألف ليلة وليلة الجزء الثاني

by فلكلور تقليدي

(وفي ليلة 180) قالت بلغني أيها الملك السعيد أن الفأرة لما سمعت كلام البرغوث قالت إذا كان الكلام علي ما أخبرت فاطمئن هنا وما عليك بأس ولا تجد إلا ما يسرك ولا يصيبك إلا ما يصيبني وقد بذلت لك مودتي ولا تندم على ما فاتك من دم التاجر ولا تأسف على قوتك منه وأرض بما تيسر لك من العيش فإن ذلك أسلم لك وقد سمعت أيها البرغوث بعض الوعاظ ينشد هذه الأبيات: سلكت القناعة والانفراد بكسرة خبز وشربة ماء فإن يسر الله لي عيشتي وقضيت دهري بماذا أتفق وملح جريش وثوب خلق وإلا قنعت بما قد رزق فلما سمع البرغوث كلام الفأرة قال يا أختي قد سمعت وصيتك وأنقذت إلى طاعتك ولا قوة لي على مخالفتك إلى أن ينقضي العمر بتلك النية الحسنة فقالت له الفأرة كفى بصدق المودة في صلاح النية ثم انعقد الود بينهما وكان البرغوث بعد ذلك يأوي إلى فراش التاجر ولا يتجاوز بلغته ويأوي بالنهار مع الفأرة في مسكنها فاتفق أن التاجر جاء ليلة إلى منزله بدنانير كثيرة فجعل يقلبها فلما سمعت الفأرة صوت الدنانير أطلعت رأسها من جحرها وجعلت تنظر إليها حتى وضعها التاجر تحت وسادة ونام فقالت الفأرة للبرغوث أما ترى الفرصة والحظ العظيم فهل عندك حيلة توصلنا إلى بلوغ الغرض من تلك الدنانير فقال لها البرغوث قد التزمت لك باخراجه من البيت ثم انطلق البرغوث إلى فراش التاجر ولدغه لدغة قوية لم يكن جرى للتاجر مثلها ثم تنحى البرغوث إلى موضع يأمن فيه على نفسه من التاجر فانتبه التاجر يفتش على البرغوث فلم يجد شيئاً فرقد على جنبه الآخر فلدغه البرغوث لدغة أشد من الأولى فقلق التاجر وفارق مضجعه وخرج إلى مصطبة على باب داره فنام هناك ولم ينتبه إلى الصباح ثم أن الفأرة أقبلت على نقل الدنانير حتى لم تترك منها شيئاً فلما أصبح الصباح صار التاجر يتهم الناس ويظن الظنون ثم قال الثعلب للغراب واعلم أني لم أقل لك هذا الكلام أنها الغراب البصير العاقل الخبير إلا ليصل إليك جزاء إحسانك إلى كما وصل للفأرة جزاء إحسانها إلى البرغوث فانظر كيف جازاها أحسن المجازاة وكافأها أحسن المكافأة فقال الغراب إن شاء الحسن يحسن أولاً يحسن وليس الإحسان واجباً لمن التمس صلة بقطيعة وأن أحسنت إليك مع كونك عدوى أكون قد أتسبب في قطيعة نفسي وأنت أيها الثعلب ذو مكر وخداع ومن شيمتك المكر والخديعة لا تؤمن على عهد ومن لا يؤمن على عهد لا أمان له وقد بلغني عن قريب أنك غدرت بصاحبك الذئب ومكرت به حتى أهلكته بغدرك وحيلتك وفعلت به هذه الأمور مع أنه من جنسك وقد صحبته مدة مديدة فما أبقيت عليه فكيف أثق منك بنصيحة وإذا كان هذا فعلك مع صاحبك الذي من جنسك فكيف يكون فعلك مع عدوك الذي من غير جنسك وما مثالك معي إلا مثال الصقر مع ضواري الطير فقال الثعلب وما حكاية الصقر مع ضواري الطير فقال الغراب زعموا أن صقراً كان جباراً عنيداً وأدرك شهرزاد فسكتت عن الكلام المباح.  

Refine Search

Showing 1 through 25 of 100,000 results