النسخة الكاملة، ولأول مرة، من أهم إبداعات البشرية وأهم الأعمال التي ستخلد كجزء عظيم من التراث الإنساني كتاب "ألف ليلة وليلة" (وفي ليلة 452) قالت بلغني أيها الملك السعيد أن الملك لما حدث نفسه وقال لها كلي من هذه النعم مهنأ بالعمر الطويل والحظ الجزيل ولم يفرغ مما حدث به نفسه حتى أتاه رجل من ظاهر القصر عليه ثياب رثة وفي عنقه مخلاة معلقة على هيئة سائل يسال الطعام فجاء وطرق حلقة باب القصر طرقة عظيمة هائلة كادت تزلزل القصر وتزعج الشرير فخاف الغلمان فوثبوا إلى الباب وصاحوا بالطارق وقالوا له ويحك ما هذه الفعلة وسوء الأدب أصبر حتى يأكل الملك ونعطيك مما يفضل فقال للغلمان قولوا لصاحبكم يخرج إلى حتى يكلمني فلي إليه حاجة وشغل مهم وأمر ملم قالوا تنح أيها الضعيف من أنت حتى تأمر صاحبنا بالخروج إليك فقال لهم عرفوه ذلك فجاؤا إليه وعرفوه فقال هلا زجرتموه وحردتم عليه السلاح ونهرتموه ثم طرق الباب أعظم من الطرقة الأولى فنهض الغلمان إليه بالعصى والسلاح وقصدوه ليحاربوه فصاح بهم صيحة وقال الزموا أماكنكم فأنا ملك الموت فرعبت قلوبهم وذهبت عقولهم وطاشت حلومهم وارتعدت فرائصهم مثلت على المعركة جوارحهم فقال لهم الملك قولوا له يأخذ بدلاً مني وعوضاً عني فقال ملك الموت لا أخذ و لا أتيت إلا من أجلك ثم أن ملك الموت قبض روحه وهو على سريره قبل أن يأكل العالم الحجر ميتاً ساقطاً من فوق سريره قال الله تعالى حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم ملبسون (ومما يحكي) أن ملكاً جباراً من ملوك بني إسرائيل كان في بعض الأيام جالساً على سرير مملكته فرأى رجلاً قد دخل عليه باب الدار وله صورة منكرة وهيئة هائلة فاشمأ زمن هجومه عليه وفزع من هيئته فوثب في وجهه وقال من أنت أيها الرجل ومن أذن لك في الدخول على وأمرك بالمجيء إلى داري فقال أمرني صاحب الدار وأنا لا يحجبني حاجب ولا أحتاج في دخولي على الملوك إلى أذن ولا أرهب سياسة سلطان ولا كثرة أعوان أنا الذي لا يقرعني جبار ولا لاحد من قبضتي فرار أنا هازم اللذات ومفرق الجماعات فلما سمع الملك هذا الكلام خر على وجهه ودبت الرعدة في بدنه ووقع مغشياً عليه فلما أفاق قال أنت ملك الموت قال نعم قال أقسمت عليك بالله لا أمهلتني يوماً واحد لا ستغفر من ذنبي وأطلب العذر من ربي وأرد الأموال التي في خزائني إلى أربابها ولا أتحمل مشقة حسابها وويل عقابها فقال ملك الموت هيهات هيهات لا سبيل لك إلى ذلك وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.