منذ بداية البشرية والإنسان يسعى في كل مراحل تطور حياته إلى تحقيق أمنه وحماية وجوده، ليشكل ذلك نقطة الانطلاق في استقراره وقدرته على الإبداع والعطاء في مختلف المجالات؛ وكلما تطورت معطيات الحياة وازداد انفتاح المجتمعات على بعضها البعض واتسعت المصالح التي تربطها وتشابكت ترسخت القناعة بأن أمنها كل لا يتجزأ. وبينما كان المجتمع الدولي ينمو يوماً بعد يوم وتتعدد أشخاصه وتتنوع أشكال العلاقات القائمة بينها تارة آخذة منحى سلمي وتارة متجهة نحو استخدام القوة بمختلف أشكالها، كانت هذه الفكرة تتعمق وتثبت أنها جوهرية وحتمية.